جمعية الدراسات النسوية التنموية الفلسطينية
The Palestinian Development Women Studies Association
P.D.W.S.A
الأحد : 2025-06-01

سحر ياغي: النساء في غزة يواجهن كارثة إنسانية تهدد حياتهن وصحتهن

2024-09-17
سحر ياغي النساء في غزة يواجهن كارثة إنسانية تهدد حياتهن وصحتهن
.

في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ أكثر من 340 يوماً، تتفاقم المعاناة الإنسانية للنساء الغزيات اللواتي وجدن أنفسهن في قلب المأساة، بلا مأوى، ولا خصوصية، ولا رعاية صحية أو غذائية أساسية، وسط ظروف معيشية وصفتها منظمات دولية بأنها كارثية.

وفي هذا السياق، قالت سحر ياغي، رئيسة مجلس إدارة جمعية الدراسات النسوية التنموية الفلسطينية، خلال مقابلة مع قناة الجزيرة، إنّ النساء في غزة فقدن منذ اللحظة الأولى للحرب كل أشكال الأمان، وأجبرن على مغادرة بيوتهن بحثاً عن مأوى يقيهن وأطفالهن من الموت.

وأشارت ياغي إلى أن ما يزيد عن 11 ألف امرأة استشهدن منذ بداية العدوان، من بينهن نحو 6000 أم، فيما أُصيبت 19 ألف امرأة، ونحو 19 ألف طفل فقدوا أمهاتهم، لافتة إلى أنه من المتوقع أن تلد حوالي 5500 إمرأة في قطاع غزة خلال الشهر المقبل، مع وجود احتمال بتعرض 840 منهن لمضاعفات مرتبطة بالحمل أو الولادة، في ظل الانهيار شبه الكامل للنظام الصحي.

وقالت ياغي، إنّ ذلك يأتي في ظل تدهور حاد في الوضعين الصحي والغذائي، حيث يعاني القطاع من انعدام شبه تام للأدوية والمستلزمات الغذائية، بفعل سياسة التجويع الممنهجة التي ينتهجها الاحتلال ضد سكان غزة. وتُعد النساء الأكثر تضررًا من هذا الواقع، لا سيما الحوامل والمرضعات، اللواتي يحتجن إلى رعاية خاصة وغذاء متكامل.

وأضافت: في ظل الحصار المشدد، أصبح الحصول على الغذاء أمرًا بالغ الصعوبة، حتى المساعدات الإنسانية التي تُخصص للنساء لا تكفي لتلبية احتياجاتهن الأساسية، وتفتقر إلى المكملات الغذائية الضرورية للحفاظ على صحة الأمهات وسلامتهن.

وفيما يتعلق بالأوضاع المعيشية، قالت ياغي إنّ "الخيمة أصبحت البيت، وغرفة النوم، والمطبخ، وأحياناً الحمام"، مشيرة إلى أن النساء يضطررن لاستخدام الخيمة كمرحاض بسبب الاكتظاظ الشديد في المرافق الصحية، إذ يُستخدم المرحاض الواحد من قبل أكثر من 4000 شخص، حسب منظمة أوكسفام.

وأضافت أن ما يزيد عن 900 ألف امرأة نازحة، وأكثر من 700 ألف فتاة وامرأة في مرحلة الحيض، يفتقدن إلى أدنى مقومات النظافة والخصوصية، موضحة أنّ بعض النساء اضطررن إلى قص شعورهن لعدم توفر المياه ومنتجات النظافة الشخصية.

وفي ختام حديثها، شددت ياغي: رغم كل ذلك، تبقى المرأة الفلسطينية قوية. أجبرتها الظروف على أن تكون كذلك، وعلى أن تتحمل كل هذه الأعباء، التي تفوق قدرة البشر.